زراعة الذرة وتأثير درجات الحرارة

في السنوات الاربعة الاخيرة شهدت زراعة الذرة في العراق توسعا ملحوظا وخاصة المنطقة الشمالية منه ونظرا لأهمية المحصول وما صاحب ذلك من بعض المشاكل الزراعية التي كانت اهمها عدم اكتمال العرنوص او ما يسم بفشل التلقيح . لذا ارتأينا التوسع في شرح ذلك وبيان اسبابه تعتبر الذرة من أهم المحاصيل الغذائية والصناعية في العالم بعد القمح والأرز، وتتبع الذرة العائلة النجيلية من النباتات، وتأتي أهميتها من استعمالاتها المتعددة، حيث أنّها:

  1. تدخل حبوب هذا المحصول وبحدود 40 ٪ من العليقة المركزة للدواجن والمواشي
  2. استخدام نباتات الذرة الصفراء علفا ولعمل (السايلج) كما تستخدم بقايا النباتات بعد الحصاد علفا للابقار والجاموس.
  3. استخراج النشأ والزيت والدكسترين من حبوب الذرة الصفراء
  4. بعد الحصاد يمكن استعمال أوراق وسيقان وكوالح المحصول لصناعة الورق

تلقيح الذرة الصفراء

الذرة الصفراء او ما يسمى الذرة الشامية نبات خلطي التلقيح؛ لأنه وحيد الجنس ووحيد المسكن، إذ توجد النورة المذكّرة في أعلى النبات والنورة المؤنثة توجد في منتصف الساق تقريباً، هذا يهيئ الفرصة للتلقيح الخلطي والذي يتم عادة بواسطة الرياح أو الجاذبية الأرضية والهواء أن حبوب اللقاح تنثر من المتك قبل تفتح الزهرة الانثوية بحوالي (2-3) أيام، ويبدأ تفتح الأزهار بالنورة المذكّرة قرب الجزء العلوي، ويمتد إلى أعلى وإلى أسفل وفي داخل السنيبلة الواحدة، كما تتفتح الزهرة العليا قبل الزهرة السفلى، لهذا فإن تفتح المتك (التزهير) في النورة يكون على شكل موجتين في التزهير، لذلك يستغرق تفتح أزهار النورة المذكرة وانتشار حبوب اللقاح من (5-15) يوم تقريباً، متوقفاً ذلك على الظروف البيئية عادة وخصوصاً درجة الحرارة، إذ تطول فترة التزهير تحت درجات الحرارة المنخفضة نسبياً.

ينتج المتك الواحد حوالي (2500) حبة لقاح وتنتج السنيبلة الواحدة حوالي (15000) حبة لقاح وتنتج النورة الواحدة حوالي (20-30) مليون حبة لقاح، لذلك فإنه يوجد (20000-30000) حبة لقاح لكل زهرة انثوية، لهذا فإن نقص حبوب اللقاح نادراً ما يكون عاملاً محدداً في إنتاج الذرة الشامية، بشرط انتشارها في الوقت الذي تكون فيه الزهرة الانثوية قابلة لاستقبال حبوب اللقاح، كما تظل حبوب اللقاح حية لمدة (24) ساعة تقريباً. إن المياسم والأقلام الحريرية الملمس في النورة المؤنثة تعرف ب (العرنوص محليا ) تخرج من قمة المبيض ويمتد كل قلم بطول الأغلفة التي تغطيه ويدفع إلى أعلى عن طريق نمو الميرستيم البيني الموجود في قاعدته، يستمر كل قلم في نموه إلى أن يحدث التلقيح والإخصاب وإذا لم يحدث التلقيح فإن نموه قد يستمر لمدة (10-15) يوماً، وبذلك فقد يصل طوله إلى (30-40) سم أعلى الأغلفة ، وبمجرد أن يتم الإخصاب، يتوقف نشاط المنطقة الميرستيمية.

يحدث التلقيح في الذرة الصفراء بانتقال حبوب اللقاح من النورة المذكّرة إلى الزهرة الانثوية (الميسم والقلم) والتلقيح في الذرة خلطي عادة وتصل نسبته إلى (95)% فأكثر، وهو عبارة عن انتقال حبوب لقاح من متك الزهرة إلى زهرة أخرى على نبات ذرة آخر من نفس الصنف أو متوافق معه.

ما هي الحرارة المتجمعة Temperature summation

وهي مجموع درجات الحرارة فوق درجة الحرارة الاساس (Base temperature ) التي تكون فيها الفعالية الحيوية للنبات صفرا. وقد اعتبرت درجة 40 ف اي ( 4،4 م ) هي الدرجة التي تكون فيها الفعالية الحيوية صفراً. ويمكن على هذا الاساس حساب درجات الحرارة المتجمعة ليوم او شهر او لأية فترة زمنية. كالاتي:

لو كان معدل درجة الحرارة ليوم ما هو 26 م فتكون الحرارة المتجمعة عندئذ لذلك اليوم هي 26 – 4.4 ويساوي 21.6 م ومجموع درجات الحرارة لبقية الأيام التي تزيد على 4،4 م يمثل الحرارة المتجمعة لفصل النمو لذلك المحصول مثلاً. وبمعرفة درجة الحرارة المتجمعة يمكن معرفة فترة نمو الاصناف المختلفة من المحاصيل في تلك المنطقة ومن عيوب هذه الطريقة انها لا تأخذ بنظر الاعتبار شدة الحرارة وفترتها بنظر الاعتبار ورغم ذلك فقد وجدت هذه الطريقة مجالا جيداً في استعمالها.

نظام الوحدات الحرارية Heat unit System

ان اي محصول لكي يصل مرحلة من النمو لا بد ان يستلم كمية معينة من الحرارة بغض النظر عن الفترة الزمنية التي يحتاجها لاستلام تلك الوحدات الحرارية. ان مجموع درجات الحرارة فوق درجة الحرارة الاساسية التي تبدأ عندها الفعالية الحيوية هي القاعدة التي تعتمد عليها هذه الطريقة ودرجة الحرارة الأساس ((Base temperature قد حسبت اعتمادا على نتائج التجارب لمحاصيل مختلفة فوجدت بانها 10 م للذرة الصفراء . وعدد الوحدات لأي يوم يكون بطرح معدل درجة الحرارة الاساس للمحصول من درجة الحرارة لذلك اليوم وبجمع درجات الحرارة هذه نحصل على عدد الوحدات الحرارية لأية فترة كانت من الزراعة وحتى النضج لذلك المحصول. وقد وجدت هذه الطريقة أهمية بالغة في استعمالها في جني المحاصيل للاغراض التالية:

  • 1.تمييز موسم النمو لأصناف للذرة
  • 2.معرفة افضل موعد للزراعة
  • 3- التنبؤ بموعد النضج.
  • 4- تنظيم عمليات حصاد الحصول.
  • 5 – السيطرة على نوعية للمحصول.

تأثير درجات الحرارة العالية على التلقيح

ان ارتفاع درجة الحرارة أثناء عمليه التزهيروالتلقيح يؤدي إلى احتراق قمة النباتات، بما فيها النورة المذكرة مما يسبب موت حبوب اللقاح، ومن ثم انخفاض التلقيح والإخصاب، مما يؤثر على الرص وامتلاء الحبوب ونقص المحصول وانخفاض الإنتاجية.

كما أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة معدل التنفس ليلًا، ومن ثم زيادة معدل الهدم عن البناء، مما يؤدى إلى قصر طول العرنوص وقلة عدد النباتات الحاملة لعرنوصين ، ومن ثم نقص المحصول، كما ان ارتفاع درجة الحرارة مع زيادة نسبة الرطوبة والري يؤدي إلى زيادة الإصابة بالأمراض والآفات مثل الشلل وعفن الجذور والمن والعنكبوت

كما أن هناك اضرار لأارتفاع درجات الحرارة على الذرة في بداية العمر” أن هذه الأضرار تظهرعلى النباتات في صورة ذبول مؤقت يتحول إلي ذبول دائم في حالة التعرض للحرارة العالية لمدة طويلة، حيث إن معدل التمثيل الضوئي يقل مع زيادة التنفس، ومن ثم يزيد الهدم ويقلّ البناء مما يؤدي إلى نقص معدل النمو الخضري، وخصوصًا إذا كان هناك نقص بمياه الرى وإذا تعرضت النباتات للعطش

Another reason for the failure of fruit formation is the lack of the element boron. What are the main reasons leading to the deficiency of this element?
  1. من الاسباب الاخرى لفشل العقد هو نقص عنصر البورون وهناك أسباب عديدة لنقص هذا العنصر إلا أن أهمها فقدان جزء منه بالغسيل مما لا يتيح للنبات الحصول على حاجته من هذا العنصر
  2. سحب جزء من قبل جذور النباتات أي الاستنزاف المستمر بدون تعويض بإضافته إلى التربة أو رش النباتات خاصة في المناطق التي تزرع محاصيل مستنزفة لهذا العنصر وبشكل مكثف دون اتباع دورة زراعية.
  3. زيادة محتوى التربة من عنصر الكالسيوم الذي يعيق امتصاصه
  4. ارتفاع مستوى الماء الأرضي

نصائح وارشادات للوقاية من ارتفاع درجات الحرارة

  1. الري اثناء فترة العصر او ليلا خلال فترة التلقيح لضمان عدم التصاقها وفقدان حيويتها
  2. تجنب التعطيش بإطالة فترات الرى خاصة أثناء التزهير حتى لا يؤثر على عملية التلقيح والإخصاب وبالتالى يقل المحصول .
  3. تجنب التغريق (زيادة ماء الرى) حتى لا يؤدى إلى اصفرار الأوراق فيقل حجم العرنوص وبالتالى يقل المحصول.
  4. الامتناع عن إجراء عمليتى التوريق (إزالة الأوراق الخضراء من النباتات) أو التطويش (إزالة الجزء العلوى من النباتات ) بغرض تغذية المواشى
  5. من الاسباب الاخرى لفشل العقد هو نقص عنصر البورون وهناك أسباب عديدة لنقص هذا العنصر إلا أن أهمها