تطور زراعة الفليفلة

نبات الفليفلة باللاتينية Capsicum من عائلة الباذنجانيات Solanaceae  موطنه الأصلي الأمريكيتان ويزرع بكل أنحاء العالم، يفضل تربة حرارتها من 20 الى 30 درجة مئوية، لا يحب البرد وهو حساس للصقيع، لا يتأثر كثيرا بموضوع التعرض للضوء، الأزهار قادرة على التلقيح الذاتي.

يوجد حوالي 30 نوع أساسي من الفليفلة، وقد قامت شركات البذور العالمية بعمليات تهجين وتوصلت إلى عدة مئات من الأنواع والأنماط المختلفة بالشكل والحجم واللون والطعمة ودرجة الحرافة

تعتبر مادة  الكبسايسين (ميثيل فنيليل نونيناميد) المسؤلة عن الطعم الحار والّلاذع بالفليفلة، وهي تتركز في البذور وعلى الطبقة المحيطة بالأضلاع الداخلية (الحواجز) التي تقسم الثمرة الى مقاطع، وهي تقاس بوحدة تسمى سكوفل SHU (عالم أدوية وكيمياء حيوية امريكي 1912)، وهي تتدرج من صفر للفلفل الحلو الذي يحوي جين متنحي يمنع تصنيع المادة، لتصل لحوالي  2500 الى 8000  بالفلفل الحار العادي، ويعتبر فلفل كارولينا ريبير أشرس وأخطر أنواع الفلفل الحار إذ يتجاوز محتواه 2 مليون سكوفل.

تحتوي الفليفلة على نسبة عالية من الفيتامين C (ضعف النسبة الموجودة في الليمون)، كما أنها تحتوي على الفيتامين E وعدة معادن وفيتامينات أخرى تساعد على محاربة الأكسدة والالتهابات في الجسم، ذلك قد يؤدي إلى تخفيف خطر الإصابة بالأمراض السرطانية، وتعتبر منشط للدورة الدموية ومسكن للآلام، وأحدث استعمال للمادة كمبيد حشري طبيعي ويستخرج منها رذاذ الفليفلة كوسيلة غير قاتلة للدفاع عن النفس.

بينما تزرع مناطق البحر الأبيض المتوسط ​​كلا النوعين من الفلفل الحار والحلو ، ولا سيما لامويو ، بلوكي ، دولسي ، انتشرت أصناف ملونة من الفلفل: الأصفر والبرتقالي والأرجواني والأبيض الفاتح والشوكولاتة ، وهي أصناف تصديرية تُباع بأسعار مرتفعة و تعطي أرباحاً جيدة للمزارعين ، لكن جذورهم لا تقاوم أمراض التربة.

أدى تكرار زراعة الفلفل وخاصة الأصناف الملونة الحساسة لأمراض التربة إلى انتشار الآفات المستعصية في التربة (الديدان الخيطية والأمراض الفطرية المختلفة بما في ذلك الفيوزاريوم وجذور الفلين وغيرها …)

إن النتائج الجيدة التي أعطتها فكرة تطعيم البندورة والباذنجان والقرعيات على أصول مقاومة لآفات التربة المختلفة، والتي أدت بشكل طبيعي إلى زيادة إنتاجية وحدة المساحة، مما جعل من الطبيعي التحول بزراعة الفليفلة في الساحل إلى التطعيم على أصول مقاومة لآفات التربة المختلفة.

وتعتبر شركة تاكي اليابانية رائدة في مجال إنتاج أصول تطعيم الخضار، خاصةً وأن فكرة تطعيم الخضار بدأت من اليابان في أوائل القرن الماضي.

الأصل رامبو  RAMBOمن أهم أصول التطعيم عند الشركة، وهو مقاوم للأمراض الفطرية والنيماتودا والأمراض الفيروسية التي تصيب الفليفلة، كما انه ينشط بدرجات حرارة تربة منخفضة، الأمر الذي سينتج عنه بالتأكيد استمرارية النمو وزيادة الإنتاج وتقليل استعمال المواد الكيميائية الضارة.

م. نور حيدري