دور المرأة في المشهد الزراعي

في الحقول والمزارع المتواجدة في كل مكان، يشكل عمل المرأة ومرونتها وحكمتها في الزراعة الأساس لإنتاج الغذاء العالمي. وتمتد مساهماتها متعددة الأوجه إلى كل جانب من جوانب الدورة الزراعية، من الشتلات إلى الحصاد، ورعاية الماشية إلى إعداد الطعام، والقيادة المجتمعية والحفاظ على التراث الزراعي.


ومع ذلك، فإن هناك حواجز منهجية راسخة داخل نسيج المجتمعات الزراعية تقف في وجه المشاركة الكاملة للمرأة والاعتراف بها. ولا يزال الوصول إلى ملكية الأراضي، ومرافق الائتمان، والمدخلات الزراعية الحديثة، والتعليم، وأدوار صنع القرار محدودًا بشكل غير متناسب بالنسبة للنساء. ولا تعمل هذه الحواجز على خنق الإمكانات الفردية فحسب، بل تعيق أيضًا الإنتاجية الزراعية الشاملة والنمو الاقتصادي.


وعلى الرغم من هذه التحديات، تظهر النساء مستوى عالي من الإبداع والتفاني في ممارسات الزراعة. وغالبًا ما يوازنن بين أدوار متعددة كمزارعات ورائدات أعمال ومقدمات رعاية وقائدات مجتمع، ويظهرن مرونة ملحوظة في مواجهة الشدائد.


إن تمكين المرأة في الزراعة لا يتعلق فقط بتصحيح اختلال التوازن بين الجنسين؛ بل إنه محرك أساسي للتنمية المستدامة. وتثبت الدراسات باستمرار أن الاستثمار في المزارعات يحقق أرباحًا كبيرة، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية الزراعية، وتحسين التغذية، ومجتمعات ريفية أكثر مرونة.


إن الاعتراف بهذه الفوارق ومعالجتها أمر ضروري. إن المبادرات التي تعزز السياسات الشاملة للجنسين، وتعزز الوصول إلى الموارد، وتوفر فرص التدريب وبناء القدرات، والاعتراف بمساهمات المرأة وتقديرها، تشكل خطوات محورية نحو تمكين المرأة في الزراعة.


في أغروتيكا، ندافع عن قضية المساواة بين الجنسين في الزراعة. ونحن ملتزمون برفع أصوات النساء، ومشاركة قصصهن، والدعوة إلى إصلاح السياسات، وتعزيز المبادرات التي ترفع من مكانة المرأة وتمكنها في المجتمعات الزراعية. ومن خلال تسليط الضوء على أدوارهن التي لا غنى عنها والدعوة إلى ممارسات زراعية شاملة للجنسين، نسعى جاهدين لخلق مشهد زراعي أكثر إنصافًا وازدهارًا واستدامة