ما تحت الأرض المتصدعة

منذ فجر التاريخ والكوارث الطبيعية تتوالى لتهدد وجود البشر، منها تشقق الأرض، المياه المتدفقة، الرياح العاتية والنيران المتأججة. وعلى الرغم من قفزة التطوّر النوعية التي قامت بها البشرية، فهي تبقى تحت رحمة الكوارث الطبيعية كالأعاصير والفيضانات والحرائق والزلازل والعواصف الهوجاء. وفي حين أنه يمكن تحديد الأضرار الظاهرة على السطوح إلّا أنّ الأضرار الكامنة تحتها قد تتخفّى جيداً قبل أن يتم استدراك مفاعيلها.

الزراعة والكوارث الطبيعية

في حين أن القطاع الزراعي يعتمد بشكل كبير على العوامل الطبيعية مثل الطقس والمناخ وتوافر المياه، تطرح الكوارث الطبيعية تحديات غير متوقعة تؤثر بشدة على السلسلة الزراعية بأكملها في جميع أنحاء العالم.

أمّا بالنسبة لتأثير الكوارث الطبيعية على الزراعة فهي تؤدي وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية لما يلي:

  • تلوث المسطحات المائية،
  • خسارة المحصول أو الماشية ،
  • زيادة القابلية للإصابة بالأمراض

• وتدمير شبكات الري والبنى التحتية الزراعية الأخرى

تلوث المياه الجوفية: هل هناك حاجة للقلق؟

عند حدوث موجة زلزالية، حتى لو كانت خفيفة في بعض الأحيان، فهي قد تؤدي إلى تأرجح مستويات المياه الجوفية في الآبار صعوداً ونزولاً وفي حين أن مستويات المياه الطبيعية تعود لحالها بعد فترة من النشاط الزلزالي، إلا أنّ الزلازل قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تعويض طويل المدى لمستويات المياه الجوفية. أما بالنسبة لجودة المياه، فيكون التأثير عليها ناتجاً عن قوة الهزة ومدى الشعور بها.

 تظهر إحدى التأثيرات الملحوظة في زيادة التعكر بسبب انزياح الرواسب السائبة من المسام والتصدعات في الصخور. وبالتطرق إلى للتأثيرات الأكثر خطورة فهي تعود لتسبب الزلازل القوية في إتلاف شبكات الصرف الصحي أو إمدادات الغاز أو أي بنية تحتية تحتوي على مواد خطرة، مما يؤدي إلى نشر الملوثات في المياه.

هل تأثرت الحياة النباتية بشكل كبير؟

أظهرت دراسة حول تأثير الزلازل القوية على تكوين الأنواع النباتية وتنوعها ونسبة إنتاجية الأراضي العشبية أن مقاييس مجتمع النبات قد تأثرت سلبًا بسبب مناطق الصدع الناتجة عن الزلزال. في هذا السياق، انخفض التنوع والكتلة الأحيائية السطحية بشكل كبير حول مناطق الصدع مقارنةً مع المؤشرات. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت النتائج أن الزلازل يمكن أن تؤدي فقدان المجتمع النباتي وتنوعه ما يؤثر في النهاية على الإنتاجية.

العلاقة بين الكوارث الطبيعية وتغير المناخ وتأثيرها على الزراعة؟

تشير الأبحاث العلمية إلى تأثيرات الكوارث الطبيعية الجمّة قصيرة وطويلة المدى على النمو الاقتصادي والتنمية والحد من الفقر. كما من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة المخاطر المناخية وزيادة احتمالية حدوث كوارث مناخية كبيرة، ما يؤدي إلى جعله أكبر المخاوف التي تواجهها البشرية في القرن الحادي والعشرين.

بسبب اعتمادهم على الزراعة، والموارد المحدودة، والبنية التحتية غير المجهزة، والمؤسسات غير المستقرة، يسود الاعتقاد أن سكان الدول النامية أكثر عرضة للكوارث الطبيعية وتقلّب المناخ من غيرهم.

طالما أن تغير المناخ والقطاع الزراعي مرتبطان ارتباطًا وثيقًا ببعضهما البعض، سيكون لتغير المناخ تأثير محتمل على الإنتاج الزراعي والزراعة بشكل عام.