موجات حرّ حارقة، احمِ انتاجك!

شهدت الأسابيع الماضية تصاعدًا صاروخيًا في موجات الحر أدّى إلى ترك بصمة دائمة على مناخ كوكبنا. وفقًا للمرصد العالمي للطقس (WWA) ، أدى تغير المناخ إلى زيادة احتمالية حدوث موجة الحر 100 مرة أكثر، تزامنًا مع درجات حرارة تصل إلى 3.5 درجة مئوية أعلى مما كانت عليه بدون تغير المناخ.

تزامنًا مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، يظهر تأثير موجات الحرارة الشديدة جليًا في مختلف الصناعات، ما يؤدي إلى عدد هائل من التحديات: من حالات الطوارئ الصحية العامة إلى ارتفاع الطلب على الطاق؛ تتسرب هذه الحرارة الشديدة إلى كل ركن من أركان المجتمع الحديث. كيف تؤثر هذه الموجات الخاطفة المستمرة على القطاع الزراعي؟ وهل هناك حلول للحد من آثار درجات الحرارة على منتجاتنا الزراعية؟

يعتمد النتاج الزراعي بشكل كبير على الظروف المناخية السائدة، بما في ذلك الطقس وتوافر المياه. يمكن لأحداث الحرارة الشديدة، المعروفة باسم موجات الحرارة، أن تؤثر بشكل مباشر على الزراعة من خلال التسبب بأضرار مادية للمحاصيل والحيوانات والأشجار بسبب الظروف الجوية القاسية. وبشكل غير مباشر، يؤدي الاضطراب في تدفق للسلع والخدمات، وفقدان القدرات الإنتاجية، وزيادة تكاليف الإنتاج إلى تفاقم تأثير موجات الحرارة على الزراعة.


موجات الحر والمحاصيل

تتنوع التأثيرات على نمو المحاصيل وتطورها فهي تتداخل مع المقومات المهمة مثل امتصاص التربة للرطوبة، ونمو الجذور والبراعم، والتمثيل الضوئي، والتنفس، وامتصاص الماء من قبل النباتات، مما يؤثر على المحصول النهائي. تؤدي موجات الحر إلى استنفاد رطوبة التربة من خلال التبخر المتسارع، مما يحد من موارد المياه الأساسية التي تحتاجها النباتات. علاوةً على ذلك، فإن التدهور البيئي العام الناجم عن موجات الحر يجعل الزراعة والغابات والمراعي أكثر عرضة لآثارها الضارة.

يمكن أن تؤثر مستويات ثاني أكسيد الكربون المرتفعة على غلة المحاصيل، بحيث تشير بعض الدراسات إلى أن ارتفاع ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يحفز نمو النبات. ومع ذلك، يمكن للعديد من العوامل الأخرى، مثل تغير درجات الحرارة، ومستويات الأوزون، وتوافر المياه والمغذيات، أن تصد هذه الزيادات المحتملة في الغلة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر درجات الحرارة الشديدة وأحداث هطول الأمطار، مثل الفيضانات والجفاف، بشكل سلبي على نمو المحاصيل وإنتاجيتها.

في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن تغير المناخ يؤدي أيضًا على انتشار الأعشاب الضارة والآفات، مما قد يضر بالمحاصيل ويزيد العبء المالي على المزارعين. مع ارتفاع درجات الحرارة، تجد هذه العوامل غير المرغوب بها ظروفًا أكثر ملاءمة لتزدهر، مما يؤدي إلى زيادة نفقات إدارة الآفات وحماية المحاصيل. جديرٌ بالذكر أيضًا أن القيمة الغذائية لمعظم المحاصيل الغذائية تتعرض للخطر بسبب ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، مما يقلل من تركيزات المعادن والبروتينات الأساسية ويهدد صحة الإنسان.

التأثير يتخطى النتاج ليصل إلى الأفراد

تشكل الحرارة الشديدة، في المجتمعات الزراعية حيث يعمل السكان الضعفاء مثل الأفراد الذين يعانون من نقص التغذية، في كثير من الأحيان في الأراضي الزراعية، تهديدًا مباشرًا لصحتهم ورفاههم. تمتد تداعيات موجات الحر إلى ما بعد العواقب الملموسة التي يمكن قياسها من الناحية النقدية، لتشمل العوامل غير الملموسة مثل القلق، والخوف من الكوارث المستقبلية، القلق، الاضطراب، ومشاكل الصحة الناجمة عن الإجهاد.

أفضل الممارسات

  1. إدارة الري: تطبيق ممارسات ري فعالة لترشيد المياه. يمكن أن يساعد الري بالتنقيط والأنظمة الأخرى ذات الكفاءة المائية في ضمان حصول المحاصيل على الرطوبة الكافية والتقليل من هدر المياه.
  2. الحفاظ على رطوبة التربة: تعزيز رطوبة التربة عن طريق وضع مهاد عضوية، أو تغطية المحاصيل، أو ضخ المواد العضوية في التربة. يمكن أن تساعد هذه الممارسات على الاحتفاظ بالمياه وتقليل التبخر أثناء قدوم موجات الحرارة.
  3. اختيار المحاصيل التي تتحمل الحرارة: اختر أصناف المحاصيل التي تتكيف بشكل أفضل مع درجات الحرارة العالية. من المرجح أن تزدهر المحاصيل المقاومة للحرارة والتي تتحمل الجفاف أثناء موجات الحرارة وتحافظ على إنتاجية أفضل.
  4. تقنيات التبريد: تطبيق تقنيات التبريد مثل الرشاشات العالية أو أنظمة الرش المحددة لتخفيض حرارة النبات خلال الأوقات الحارة من اليوم.
  5. المراقبة والإنذارات المبكرة: ابق على اطلاع دائم بتوقعات الأرصاد الجوية وتنبيهات الموجات الحارة. يسمح وجود إنذارات مبكرة للمزارعين باتخاذ تدابير وقائية لحماية محاصيلهم.

اتخاذ الإجراءات الاحترازية

في المرة القادمة التي تشير فيها توقعات الطقس إلى قدوم موجات حر شديدة، فكر في استخدام المنشطات البيولوجية التي تساعد النباتات على التغلب على الحرارة والحفاظ على نمو المحاصيل. إحدى المنشطات الحيوية الجديرة بالذكر والتي تتألق خلال هذا الموسم الحار هي Bombardierبومباردييه من Kimitec كيميتك.

يحتوي هذا المنتج الحيوي على 16.6 بالمئة من الأحماض الأمينية الحرة (وزن / حجم)، 11.63 بالمئة منها أحماض جلوتاميك. لماذا هذا الموضوع مهم؟

يحتوي المنتج الحيوي على حمض الجلوتاميك الذي يدعم النباتات أثناء الإجهاد الحراري الشديد للحفاظ على توازن الماء ومنع الجفاف في الخلايا النباتية. يعمل كمضاد للأكسدة، لتحييد أنواع الأكسجين التفاعلية الضارة وتقليل الضرر التأكسدي. يعمل حمض الجلوتاميك على استقرار البروتينات، ويحافظ على وظائفها ويحفز بروتينات الصدمة الحرارية، ويحمي البُنى الخلوية ويحافظ على صحة النبات.

من خلال تعزيز التمثيل الضوئي وتمكين كفاءة التمثيل الغذائي بشكل أفضل، يساعد حمض الجلوتاميك النباتات على التكيف والنمو والازدهار على الرغم من الإجهاد الحراري الشديد، مما يعزز المرونة والإنتاجية بشكل عام.

في حين نواجه موجات الحر المتزايدة وآثارها على الزراعة، يصبح تبني الممارسات المستدامة والحلول المبتكرة أمرًا ضروريًا. من خلال الجهود الجماعية التي تلجأ إلى العلم والتكنولوجيا، يمكننا تقوية مرونة القطاع الزراعي وتأمين مستقبل أكثر استدامة وأمنًا غذائيًا للأجيال القادمة.