شتلة الموز هي نبتة عشبية تنتمي إلى الفصيلة الموزية تنمو طبيعياً في المناطق الإستوائية حيث يترواح إرتفاع النبتة ما بين 2-9 أمتار. جزعها صلب مؤلف من قواعد الأوراق الملفوفة مع الأوراق المرتبة حلزونياً في الأعلى. أما أوراقها فكبيرة و عريضة يصل طولها الى 3 أمتار و عرضها ما بين 0.5 و 0.7 متر.
و يمكن لشتلة الموز أن تعيش لمدة 25 عاماً إذا تمت العناية بها بشكل صحيح. و من أهم البلدان المنتجية الموز في العالم هي المكسيك, فنزويلا, كولومبيا, الهند, الصين, البرازيل, الفيليبين و الأكوادور.
واقع زراعة الموز في لبنان
وصلت زراعة الموز إلى لبنان في منتصف الأربعينات من القرن الماضي حيث زرعت في المناطق الجنوبية أولاً و امتدّت بعد ذلك شمالاً حتى ساحل جبيل. و هنا لا بد من الإشارة إلى أن المناخ في لبنان لا يلائم هذه الزراعة كثيراً نظراﹰ إلى طبيعة الموز الاستوائية التي تتطلب مناخاً حاراً و رطباً. هذا ما يفسر نجاح زراعتها في مناطق محددة في لبنان.
تطورت زراعة الموز في لبنان بشكل متسارع. و قد شهدت، في بداية التسعينات من القرن الماضي، تطوراً نوعياً حيث انتشرت الزراعة في البيوت المحمية الخاصة بهذه الزراعة. و قد تم إدخال أصناف جديدة مستخرجة من الأنسجة النباتية لشتول الأمهات مزروعة في أهم مراكز البحوث في إسبانيا و جنوب أفريقيا و في بعض دول أميركا اللاتينية .
أصبحت هذه الزراعة تتميز بمقاومة المناخ البارد نسبياً مما جعلها محط أنظار الكثير من المزارعين اللبنانين و
خاصة في الجنوب و تم إعتمادها بديلاً لزراعة الحمضيات التي تعاني مشاكل عديدة إبرزها الأصناف التقليدية القديمة و طرق الإنتاج و التسويق.
طرق إكثار الموز
الطريقة التقليدية
يعتمد المزارعون طرقاً مختلفةً للحصول على شتول جديدة و ذلك من أجل زراعة حقولهم الجديدة أو القديمة. و أهم هذه الطرق هي إزالة الشتول الصغيرة النامية على النبتة الأم حيث يتراوح طول هذه الشتول بين المتر و المتر و نصف و تزرع عادة في الربيع و تحديداً في شهر نيسان.
لهذه الطرق التقليدية حسنات و سيئات. من حسناتها سهولة الحصول على الشتول بأسعار منخفضة بالإضافة الى التحكم بوقت الزراعة المناسب.
أما سيئاتها، فهي متعددة :
– الشتول تحمل صفات الأم التي قد تكون سيئة إذ يمكن أن تحمل الأمراض الفطرية و البكتيرية و حتى الفيروسية و الأفات الحشرية و النيماتودا.
– عدم الحصول على أصناف جديدة و الإكتفاء بالأصناف التقليدية الموجودة في الحقول منذ عقود طويلة مما يحرم المزارعين من زيادة الإنتاجية و الحصول على نوعيات جديدة قد باتت من أهم متطلبات الأسواق الخارجية و حتى المحلية أيضاً.

طرق إكثار الموز
الطريقة الحديثة
هي زراعة شتول مستخرجة من الأنسجة النباتية . أولى متطلبات هذه الطريقة هي توفير مصدر للنسيج النباتي المستخدم في الإكثار، أي أمّهات خالية من مسببات الأمراض تراعى فيها الصفات المرغوبة.
تفصل القمة الطرفية لنبات الأم و يتم تطهيرها و يفصل النسيج (الميرستيمي) داخل المختبرات. توضع هذه الأنسجة في أواني خاصة تتوفر فيها مستلزمات النمو من مغذيات و مواد نشطة ليُبقى عليها داخل الحاضنات الخاصة حيث تتوفر الظروف البيئية المعدلة من حرارة و رطوبة و إضاءة.
تتكوّن داخل الأوعية أفراد جينيّة جديدة كاملة التكوين فيتم فصل و نقل هذه الأجنّة إلى أوعية مناسبة لتنقل خارج المختبر إلى خيمة الحضانة حيث تبقى لمدة شهرين.
ما هي خصائص هذه الطريقة؟
- – طريقة حديثة و فعالة يتم بواسطتها إنتاج أعداد هائلة من النباتات في حيز محدود
- – مطابقة النباتات المستحدثة في صفاتها و خصائصها و سلوكها لنبات الأم المرغوب إكثاره
- – خلو النباتات من الأمراض و الأفات.
- – تجانس في النمو داخل المشتل المعد للزراعة.
- – سرعة النمو بعد الزراعة في الحقل مع المحافظة على التجانس فيه مما يضمن إلى حد كبير توحيد مواعيد التزهير و جمع المحصول.
- – يتحقق الإنتاج الكامل في المزرعة في العام الأول من الزراعة في حين يبدأ بالتحقق في الزراعة التقليدية في السنتين الثانية و الثالثة.

كيف نتعامل مع الشتول المستوردة من الأنسجة؟
يتم تحضير التربة المعدة لزراعة الشتول في أكياس بلاستيكية سعة ليتر و نصف على الشكل التالي:
- 1/3 الكمية من الخليط تتكون من البيتموس
و - 2/3 من التراب الأحمر المرمّل أو تتساوى النسب بين النوعين مع إضافة 2 كيلو من السماد المركب 12 11 18 و 2 كيلو من السماد العضوي ITALPOLINA لكل متر مكعب من الخليط
- توضع الأكياس في خيم معدة للزراعة
- مظللة بالشبك و مغطاة بالبلاستيك
- مجهزة بمرشات للري الرذاذي
- مجهزة بأجهزة لقياس معدلات الرطوبة و درجات الحرارة العظمى و الصغرى.
الخطوة التالية تتمثل بزرع الشتول في الأكياس حيث يتراوح طول الشتلة بين 10-15 سم و تبدأ عملية التسميد بعد أسبوع من الزراعة على الشكل التالي:
- 20 غرام للنبتة الوحدة من سماد الفوسفات و لمرة واحدو أو مرتين
- 20 غرام للنبتة سماد متوازنProtheo 20.20 مرة في الأسبوع
- 10 غرام و لمرة واحدة من السماد Calcinit
- جرعة من Protheo Fer و Tracel BZ
- 3 جرعات من HumiK خلال مدة التربية
- جرعتين من مادة نوفوتريت لتكتسب الشتول مناعتها المطلوبة.
- جرعتين من مادة بريفنت الأولى بعد الزرع مباشرة و الثانية في منتصف مدة التربية للوقاية من أمراض الذبول.
- رش المغذيات الورقية بعد أسبوعين من تاريخ الزراعة
- رش النبات بالمبيدات الحشرية مرة كل 15 يوم للقضاء على حشرات المن خصوصاً.

لا بد من مراقبة شكل و نمو النبات خلال هذه الفترة و إستبعاد تلك التي تظهر عليها إختلافات في شكل و لون الأوراق و طولها إذ أن هذا النوع من الشتول يعد من الطفرات غير المطابقة للصنف.
بعد 8 أسابيع من تاريخ الزرع، يرفع الغطاء البلاستيكي و تسمى هذه الزراعة بالزراعة الصيفية حيث تزرع الشتول عادة في أواخر الربيع في الأكياس.
مدة مكوث النبات في الخيم تتراوح بين 60 – 75 يوماً و تكون الشتول قد وصلت إلى طول حوالي 50 سم و في هذه المرحلة تكون جاهزة للزراعة في الحقل.

كيف تُزرع شتول الموز في الحقل؟ ما السبل المثلى لتسميدها و استخلاص الانتاجية الأعلى؟ الإجابة في الجزء الثاني من هذا المقال. تابعونا