بعد المطر، يشرق العفن

«الحمد لله، ستمطر في غضون أيام قليلة!» غالبًا ما نسمع هذه العبارة كلما تنبأت أحوال الطقس بهطول كميات كبيرة من الأمطار. وعلى الرغم من أنّ هذه العلامة على الازدهار والحياة القادمة في فصل الربيع هي بالتأكيد مؤشر جيد لنا لإخراج معاطف الشتاء، فقد لا تكون دائمًا علامة جيدة للمزارعين.

يجلب المطر في فصل الشتاء الفرح والراحة للمزارعين، وكذلك الحياة لأرضهم. يرطب المطر المحاصيل والعشب للحيوانات. ويعيد تغذية الجداول والخزانات ومستوى المياه الجوفية. ويزيل كل غبار فصل الصيف ويحول الأعشاب الجافة إلى كربون متحلل لميكروبات التربة.

يؤثر المطر في نتائج المحاصيل وسبل عيش أسر المزارعين. ومع ذلك، فإن كمية الأمطار ليست دائمًا العامل المقيّد؛ بل هو بالأحرى توقيت هطول الأمطار ومقدارها.

عندما تغمر المياه الأرض، لا يستطيع المزارع قيادة آلة الجر في الحقل خوفًا من ضغط التربة وتدمير مئات السنين من بنية التربة والتنوع الميكروبي. قد يفوت المزارعون أيضًا الفرصة الضئيلة لزراعة حقولهم، ما يؤخر التخطيط الدقيق للمحاصيل لهذا الموسم.

هطول الأمطار والري

إنّ معرفة توقيت هطول الأمطار وكميتها هي مهارة تدعمها سنوات من الخبرة للمزارعين. يمكن أن يؤدي الإفراط في الري إلى إغراق المحاصيل، خاصةً إذا تساقطت الأمطار. غير أنّ عدم ري النباتات بما فيه الكفاية والنقص في هطول الأمطار قد يؤدي إلى فقدان المحاصيل.

يؤدي الري الشحيح إلى حرمان النبات من الماء، ما قد يؤدي إلى موت المحاصيل أو فقدان العائد. من ناحية أخرى، يمكن أن يسبب الري المفرط إلى ظهور أطراف بنية على الأوراق، بالإضافة إلى تعفن الجذر ومشاكل أخرى.

هطول الأمطار والأمراض

قد تتعفن المحاصيل شديدة الرطوبة أو تصاب بالفطريات. وقد تبدأ التربة أيضًا في تراكم البكتيريا والعفن والفطريات، والتي بعد ذلك يمتصها النبات. على الرغم من أنه ليس شائعًا في المحاصيل كما هو الحال في النباتات الداخلية، فإن رداءة نظم الصرف والري يمكن أن تؤدي إلى سيطرة هذه الأنواع من النمو على محاصيلك.

يمكن أن يؤدي الإفراط في الماء المباشر إلى تشبع النباتات، ما يسمح بنمو العفن والفطريات. وقد يسبب ذلك في كثير من الأحيان بموت النباتات السليمة.

يمكن أن تنتشر أمراض مثل العفن أو الفطريات بين محاصيلك. يُعدّ هطول الأمطار أيضًا مؤشرًا جيدًا على أمراض المحاصيل الشائعة لأنه قد يؤثر في انتشار المرض. فقد ينقل المطر مسببات الأمراض والآفات والأمراض الأخرى إلى النباتات، ما يؤدي إلى فقدان المحاصيل بشكل كبير. وقد يقلل ذلك من العائد أو يجعل الحقل بأكمله غير قابل للاستخدام.

هطول الأمطار ونمو البذور

إلى جانب المرض، يمكن أن يحدّد هطول الأمطار أيضًا مدى سرعة نمو المحصول من البذور، بما في ذلك الوقت الذي سيكون فيه جاهزًا للحصاد. يمكن أن يؤدي التوازن الجيد بين المطر والري المناسب إلى نمو النباتات بشكل أسرع، ما قد يقلّل من وقت الإنبات والمدة بين زراعة البذور والحصاد. تعتمد المحاصيل على المياه طوال دورة حياتها للبقاء على قيد الحياة والازدهار.

ملاحظة: لا تعزز الكميات الغزيرة من الأمطار نمو المحاصيل فحسب، بل تعزز أيضًا نمو الأعشاب الضارة، ما قد يضر بأداء المحاصيل الإجمالي.

هطول الأمطار وصحة التربة

يؤثر هطول الأمطار في التربة. فإذا كانت التربة رطبة جدًا أو جافة جدًا، قد تتسرب العناصر الغذائية من دون أن تصل إلى جذور النباتات، ما يؤدي إلى ضعف في نموها وصحتها بشكلٍ عام. وكما ذكرنا سابقًا، فإنّ الإفراط في الري أو هطول الكثير من الأمطار قد يعزز نمو البكتيريا والفطريات والعفن في التربة.

كيف نحمي المحاصيل؟

قد لا تظهر الآثار السلبية على الفور في الزراعة التقليدية. فلنفترض أنّ أوراق النبات الذي تزرعه تتحول إلى اللون البني. على عكس الاعتقاد السائد، قد يكون السبب وراء ذلك عدم حصول النبات على كمية كافية من الماء. بدلاً من ذلك، وبسبب تشبع النبات بالمياه، قد تواجه الجذور صعوبة في توفير المياه للأوراق بسهولة.

قد لا تظهر الآثار السلبية على الفور في الزراعة التقليدية. فلنفترض أنّ أوراق النبات الذي تزرعه تتحول إلى اللون البني. على عكس الاعتقاد السائد، قد يكون السبب وراء ذلك عدم حصول النبات على كمية كافية من الماء. بدلاً من ذلك، وبسبب تشبع النبات بالمياه، قد تواجه الجذور صعوبة في توفير المياه للأوراق بسهولة.

  1. احرص على تأمين الصرف المناسب

قد يؤدي إنشاء نظام صرف مخطط له جيدًا قبل موسم الرياح الموسمية إلى الحد بشكلٍ كبير من الآثار السلبية للأمطار. في العادة، تتراكم مياه الأمطار في الحقل وتتسرب إلى التربة في غياب نظام صرف مناسب، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى إغراق الجذور وتلف النباتات.

  1. قم بتقليم النباتات التالفة بانتظام

افحص نباتاتك بشكل منتظم بحثًا عن علامات تدل على وجود خلل في صحتها، خاصة بعد وقوع موجة من الأمطار القاسية. وإذا لاحظت ظهور لون بني أو علامات من الضعف على أي جزء من النباتات، أو إذا بدت وكأنها على وشك السقوط، فقم بقطعها على الفور. من خلال القيام بذلك، قد تمنع المشكلة من الانتشار إلى الأجزاء الأخرى من النباتات، ومن المحتمل أن تستعيد هذه النباتات صحتها مع مرور الوقت.

  1. قم بوضع غطاء واقي من المطر

تتمثل إحدى الطرق الأكثر وضوحًا لحماية نباتاتك في منع المياه من الوصول إليها عن طريق وضع أغطية واقية من المطر. فقد يساهم هذا الغطاء الواقي في تغيير قواعد اللعبة إذا كنت تزرع معظم نباتاتك في مساحات مفتوحة.

لكن ينبغي الالتفات إلى بعض الأمور قبل اختيار غطاء واقي. في البداية، اختر غطاء واقي يدوم ويكون مقاومًا للكسر وقابل لإعادة الاستخدام بسهولة. من الضروري أيضًا أن تقارن حجم النبات الذي ترغب في زراعته بحجم الغطاء لكيلا تكون المساحة التي من المفترض أن يحميها الغطاء صغيرة أو كبيرة أكثر من اللازم.

  1. قدّم دعمًا إضافيًا

حين تكون الأمطار الغزيرة مصحوبة برياح قوية، يظهر عدد كبير من المشاكل الإضافية. فالنباتات الصغيرة، على سبيل المثال، طرية للغاية، لذا قد تتسبب قوة الرياح في ثنيها وانكسارها. من الأفضل أن تستخدم أوتادًا خشبية لنباتاتك تجنبًا لهذه النتيجة. قم بتركيب وتد خشبي قريب جدًا من النبات واستخدم بعض الخيوط لربط جذع النبات بالوتد، فيكون ذلك بالتالي بمثابة طبقة حماية إضافية للنبات.