نحو سنة أكثر استدامة
هل اخترتم قرارات السنة الجديد أم بعد؟ لقد مرّ 365 يومًا تقريبًا، واتّخذ ملايين الأشخاص قراراتهم بمناسبة حلول العام الجديد، على أمل إحداث تغييرٍ إيجابيٍّ في حياتهم. غير أنّ هذه الملايين من القرارات تبدو متشابهةً تمامًا. من الصحّة واللّياقة البدنيّة إلى تحسين المستوى المالي، فالقوائم ليست متباينةً إلى هذا الحد، كما يفتقر عددٌ ملحوظٌ منها إلى الديمومة ولا يشجّع على اتّباع أسلوب حياةٍ مستدامٍ. ماذا عن اتّخاذ بعض القرارات الجديدة للعيش بأسلوب حياةٍ أكثر استدامةٍ في العام 2022؟
في ما يلي ثلاث أفكارٍ صغيرةٍ قابلةٍ للتنفيذ، لها تأثيرٌ كبيرٌ محتملٌ على المستقبل. من الأكل، والشرب، والتسوّق، والسفر، يمكن اعتبار الاستدامة في العام 2022 عمليّةً سهلةً.
تناوُل الطعام بصورةٍ أكثر استدامة
أعِدّوا الطعام بأنفسكم | بصرف النظر عن الفوائد الصحيّة، هل إعداد وجباتكم الخاصّة قد يكون خيارًا صديقًا للبيئة؟ عندما تقومون بإعداد وجباتكم الخاصّة، لا يقتصر الأمر على اختياركم لمكان التسوّق وكيفيّة الحصول على المكوّنات والحقائق الغذائيّة التي تحتاجون إليها فحسب، بل يمكنكم أيضًا التحكّم في عدد العبوات والنفايات البلاستيكيّة.
فضلًا عن ذلك، بإمكانكم الاستثمار في نظام التسميد المنزلي أو استخدام الكميّة المتبقّية من الخضروات لإعداد حساءٍ لذيذٍ. فاحتمالات الابتكار الصديق للبيئة في المطبخ لا حصر لها!
اختاروا ما تأكلونه | في حال عدم التوجّه نحو إحداث تغييراتٍ جذريّة، سيبقى نظام الغذاء العالمي مسؤولًا عن ربع نسبة انبعاثات الغازات الدفيئة على الأقل.
نحن لا نقترح على الإطلاق إلغاء اللحوم من نظامكم الغذائي. بدلاً من ذلك، فكّروا في طرقٍ لتقليل نسبة البصمة الكربونيّة الإجماليّة من نظامكم الغذائي. كيف؟ الاستهلاك الواعي هو الحلّ المناسب.
توفّر الحيوانات مجموعةً متنوّعةً من المنتجات اللذيذة والمغذّية كالحليب، والزبدة، والجبن، والبيض. من المهمّ النظر في تأثير هذه الخيارات الغذائية واستهلاكها بوعي أكبر. فيما يلي مخطّطٌ لمساعدتكم في اتّخاذ خياراتٍ غذائيّة بطريقةٍ واعيةٍ.
التسوُّق بصورةٍ أكثر استدامة
لا مزيد من المنتجات البلاستيكيّة | في كلّ دقيقة، يتم استهلاك مليوني كيسٍ بلاستيكي يستخدم مرّةً واحدةً في جميع أنحاء العالم. والأسوأ هو إعادة تدوير جزءٍ بسيطٍ منها بينما ينتهي الأمر بالغالبيّة المتبقيّة في مكبّ النفايات أو في المحيط. وإحدى الطُرق البسيطة لتجنّب المساهمة في هذا الرقم هي إحضار أكياسكم الخاصّة إلى المتجر.
استثمروا في كيسين عاليي الجودة يلبّيان احتياجاتكم المتوسّطة، واختروا الأكياس الورقيّة بدلًا من الأكياس البلاستيكيّة إذا كنتم بحاجةٍ إلى أكياسٍ إضافيّةٍ.
شراء أقل، استهلاك أقل، رمي نفايات أقل | كم مرّة عدتم فيها من فورة التسوّق لتدركوا أنّكم اشتريتم أكثر ممّا هو مدوّنٌ في قائمتكم؟ هذا العام، في كلّ مرّةٍ تمشون فيها في ممرّ المتجر، اطرحوا على أنفسكم الأسئلة التالية: “هل هذا المنتج ضروري؟ هل له غرضٌ فريدٌ في حياتي؟ هل أنا بحاجةٍ لاستخدام هذا المنتج؟ يمكن أن تساعد هذه الأسئلة البسيطة حقًا في تقليل كميّة المنتجات التي ينتهي بها المطاف غير مستخدمةٍ، وعادةً ما تشغل مساحةً في منزلكم، ومن ثمّ مكبّ النفايات.
ماذا عن تلك المنتجات التي تملكونها بالفعل؟ عندما تفكّرون في رمي منتجٍ ما، تذكّروا أنّكم ترمون أيضًا الطاقة والموارد التي استخدمت في صنعه في الأصل.
التسوّق الموسمي، التسوّق المحلّي | عندما تضيفون الأطعمة الموسميّة على نظامكم الغذائي، فأنتم تدعمون صحّتكم وصحّة الكوكب. في المرّة القادمة التي تخطّطون فيها لتناول العشاء، خذوا في الاعتبار مكان وزمان حصاد طعامكم. والمثير هو كيفيّة ازدياد القيمة المغذّية والطازجة للأطعمة عند زراعتها محليًّا. ما يعني أيضًا أنّكم تدعمون اقتصادكم المحلّي وتوفّرون مبلغًا طائلًا من المال لأنّ الفاكهة أو اللحوم التي تتناولونها لم تكن على متن الطائرة تقطع مسافة كيلومتراتٍ لتحطّ في طبقكم.
العيش بصورةٍ أكثر استدامة
ازرعوا بأنفسكم | قد تتساءلون كم يمكنني أن أزرع نفسي بالفعل. بقليلٍ من الإبداع، يمكنكم إيجاد بقعةً كافيةً تصلها أشعّة الشمس للبدء في إنشاء حديقةٍ بسيطةٍ من الخسّ، والطماطم، والفلفل. سواء قمتم بزراعة تلك البقعة المهملة من الأرض بالقرب من منزلكم، أو في المساحة الفارغة من شرفتكم التي بالكاد تزورونها، ازرعوا واستمتعوا بثمار زرعكم. خذوا دائمًا في الاعتبار الطابعين الموسمي والإقليمي.
لا مزيد من المنتجات ذات الاستخدام الواحد | رمي النفايات أمرٌ لا مفرّ منه. ومع ذلك، ما يمكنكم التحكّم به هو كميّة النفايات ذات الاستخدام الواحد التي ننتجها. تتضمّن بعض المقايضات البسيطة استخدام أوعيةٍ قابلةٍ لإعادة الاستخدام بدلاً من ورق الألومنيوم أو أكياس السحّاب البلاستيكيّة أو غلاف لاصق عند تعبئة بقايا الطعام. استعملوا زجاجات مياه قابلة لإعادة الاستخدام.
إعادة التدوير | القليل من الإبداع يساعد بشكلٍ كبيرٍ في التقليل من كميّة النفايات. ابحثوا دائمًا عن الاستخدامات البديلة للمنتجات التي خدمت غرضها الرئيسي. بالتأكيد، يمكنكم تحويل كوبٍ قديمٍ لن تستخدموه بعد الآن إلى وعاءٍ جديدٍ لزراعة نبتة الصبّار، كما يمكن أن تصبح الملابس القديمة وسائد بسهولةٍ. ابحثوا عن مشاريع إعادة التدوير، ونفّذوها مع عائلتكم.
يمكنكم البدء من أي مكان
يمكن لتغييرٍ صغيرٍ أن يُحدث فرقًا كبيرًا. سواء بدأتم بوضع إحدى هذه القرارات حيّز التنفيذ، أو قمتم بدمجها جميعًا، فسيكون العالم مكانًا أفضل في العام 2023 لأنّكم اهتممتم واتّخذتم خطوةً نحو التغيير.
والأهمّ هو عدم الشعور بالإحباط إذا لم تلمسوا تغييرًا فوريًّا. تستغرق التغييرات المستدامة وقتًا والقليل من مجهود الجميع. وتذكّروا دائمًا، عندما يكمن الهدف المنشود في الوصول إلى أجسامٍ سليمةٍ وكوكبٍ صحّيٍّ، فكلّ أوقية من الجهد تستحقّ العناء.