عن أهمية الموليبدينوم
الموليبدينوم من المغذيات الدقيقة التي تؤدي دورًا حيويًا في نمو النبات وتطوره. على الرغم من كونه مطلوبًا بكميات صغيرة، إلا أن وجوده ذات أهمية لمختلف الوظائف الفسيولوجية في النباتات. بالتالي، يمكن أن يساعد فهم أهمية الموليبدينوم والتعرف على أعراض نقصه في الحفاظ على محاصيل صحية ومنتجة.
أهميتة الموليبدينوم
- يؤثر على نمو الثمار وعقدها: تؤثر هذه المغذيات الدقيقة بشكل كبير على نمو الثمار ومجموعة الثمار. يمكن أن يؤدي نقص الموليبدينوم إلى إضعاف نمو الفاكهة، وبالتالي التأثير على كمية المحصول ونوعيته.
- دوره في استقلاب النيتروجين: يعمل الموليبدينوم كمكون معدني لبعض إنزيمات اختزال النترات والنيتروجيناز المشاركة في استقلاب النيتروجين. يساعد إنزيم اختزال النترات على تحويل النترات (NO₃⁻) إلى نتريت، ثم إلى أمونيا (NH4+)، والتي يمكن للنباتات استخدامها بسهولة للنمو. هذه العملية ضرورية لامتصاص النيتروجين في المركبات العضوية داخل النبات ولتخليق الأحماض الأمينية والبروتينات.
- ضروري لتثبيت النيتروجين: الموليبدينوم ضروري لعمل النيتروجيناز، وهو الإنزيم المسؤول عن تثبيت النيتروجين الجوي في النباتات البقولية. هذه العملية، التي تقوم بها البكتيريا التكافلية في العقيدات الجذرية، تحول غاز النيتروجين إلى شكل يمكن للنباتات استخدامه، مما يزيد خصوبة التربة ويقلل الحاجة إلى الأسمدة الاصطناعية.
أعراض النقص
- تظهر أعراض نقص الموليبدنيوم من خلال انحناء الأوراق أو تجعدها في الهوامش، والاصفرار بين العروق، وموت الجزء القمّي خاصةً في نباتات الطماطم.
- الاصفرار الشديد والتقزم في النباتات: تظهر النباتات مثل البطيخ داء الكلوره الشديد (الاصفرار) والتقزم، وتصبح الأوراق القديمة خضراء شاحبة مع بعض التبقع بين العروق عند نقص الموليبدينوم، مماثلةً لتلك التي تعاني من نقص النيتروجين. وتشير هذه الأعراض إلى خلل في العمليات الأيضية، مما يؤدي إلى إضعاف النمو والفشل في عقد الثمار.
- التأثير على الأوراق الوسطى: عادةً ما تظهر أعراض النقص على الأوراق المتوسطة للنبات أولاً. ثم تنتشر هذه الأعراض للأعلى والأسفل، مما يشير إلى الطبيعة النظامية للنقص.
- أسباب تساقط الزهور: يمكن أن يؤدي النقص في الموليبدينوم إلى تساقط الزهور قبل أوانها، مما يؤثر بشكل مباشر على قدرة النبات على إنتاج الفواكه والبذور، وبالتالي تقليل الإنتاج الإجمالي.
- مرض تورّم جذور براسيكا: في القرنبيط والبروكلي والملفوف، يسبب نقص الموليبدينوم مرض “ويبتيل”، حيث تنمو الأوراق فقط على طول العروق، وتفشل في تطوير شفرات الأوراق المناسبة. وينتج عن ذلك أوراق مشوهة وغير نامية، مما يؤثر بشدة على صحة النبات.
- انخفاض تركيز حمض الأسكوربيك: يمكن أن يؤدي نقص الموليبدينوم إلى انخفاض كبير في تركيز حمض الأسكوربيك (فيتامين ج) داخل النبات، الطماطم بشكل خاص، حيث يعتبر حمض الأسكوربيك ضروريًا للنمو ومقاومة الإجهاد.
- شيوعه في التربة الحمضية: نقص الموليبدينوم أكثر انتشارًا في التربة الحمضية بدرجة حموضة 5 أو أقل، حيث يقل توافر هذه المغذيات الدقيقة بشكل كبير. الحد من التربة الحمضية يمكن أن يساعد في تحسين توافر الموليبدينوم.
- تشابه مع أنواع أخرى من النقص: يمكن أن تشبه أعراض نقص الموليبدينوم أعراض نقص النيتروجين والنحاس والزنك. هذا التشابه يمكن أن يصعّب التشخيص بدون اختبارات محددة للتربة والأنسجة للتأكد من مستويات الموليبدينوم.
لا غنى عن الموليبدينوم، على الرغم من حاجته بكميات صغيرة، للنمو الصحي للنباتات وتطوره. يؤكد دوره في استقلاب النيتروجين وتنشيط الإنزيمات على أهميته في الزراعة. يمكن أن يؤدي تشخيص نقص الموليبدينوم ومعالجته من خلال ممارسات الإدارة والتسميد المناسبين إلى نباتات أكثر صحة وإنتاجية أفضل للمحاصيل. يعد اختبار التربة المنتظم والتسميد المتوازن أمرًا أساسيًا لضمان حصول النباتات على هذه المغذيات الدقيقة الأساسية بكميات كافية.
بقلم م. علي محمد