الطحالب تجتاح مياهنا! إليك 3 طرق فعّالة لوضع حدٍ لها
لربما سمعتم بمصطلح الإثراء الغذائي (Eutrophication)، وهو مصطلح يبدو أكثر تعقيدًا مما هو عليه في الواقع. ببساطة، معناه “التغذية الجيدة”، وقد استخدمه عالم النبات الألماني ويبر لأول مرة في عام 1907. في لبنان، تُسبب هذه الظاهرة مشكلات بيئية خطيرة، خاصةً في بحيرة القرعون ومياهنا الساحلية. فلنحلل معنى الإثراء الغذائي، الأسباب التي تجعله مشكلة، وكيف يمكننا مواجهته.
ما هو الإثراء الغذائي؟
يَنتج الإثراء الغذائي عندما تدخل المغذيات الزائدة، مثل الفوسفور والنيتروجين، إلى مسطحاتنا المائية من مصادر مثل مياه الصرف الزراعي، ومياه الصرف الصحي، والنفايات الصناعية. توفّر هذه المغذيات غذاءً مفرطًا للطحالب، مما يؤدي إلى نموها سريع والكثيف، المعروف بظاهرة تكاثر الطحالب. ونتيجةً لذلك، تتحول المياه الصافية إلى برك عكرة خضراء اللون، ممّا يخل بالنظام البيئي المائي بأكمله.
عندما تموت الطحالب، تتحلل بواسطة بكتيريا تستهلك الأكسجين ما يخلق “مناطق ميتة” ويخنق الحياة البحرية بسبب نقص مستويات الأكسجين. بالإضافة إلى ذلك، تمنع ظاهرة تكاثر الطحالب وصول أشعة الشمس، وهو أمر حيوي للنباتات المائية التي تدعم التنوع البيولوجي. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الطحالب تنتج سمومًا ضارة لكل من الحياة المائية والبشر، ما ينتج عنه مخاطر صحية كبيرة.
كيف تساهم الزراعة في تفاقم هذه المشكلة؟
تؤدي الزراعة دورًا مهمًا في هذه المشكلة: عندما لا تُستخدم الأسمدة بشكل صحيح، تتسرب المغذيات الزائدة من الحقول أثناء الأمطار أو الري وتتدفق إلى المسطحات المائية. علاوةً على ذلك، تؤدي الإدارة السيئة للتربة، مثل الحرث المفرط وزراعة المحاصيل نفسها مرارًا وتكرارًا، إلى تفاقم المشكلة عن طريق السماح بتسرب المزيد من المغذيات إلى المجاري المائية. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب من المزارع إلى تدهور جودة المياه وإلحاق الضرر بالكائنات المائية.
ثلاث طرق لمكافحة الإثراء الغذائي:
- إدارة المغذيات بحكمة: من خلال التحكم في كيفية رشّ الأسمدة وتوقيتها، يمكننا التقليل من كمية النيتروجين والفوسفور الفائضة التي تدخل إلى مسطحاتنا المائية، ما يساعد في منع تكاثر الطحالب قبل أن يبدأ حتّى.
- استخدام الضوابط الطبيعية: تنفيذ استراتيجيات التحكم البيولوجي – باستخدام العمليات الطبيعية والكائنات الحية لإدارة الطحالب – يمكن أن تساعد هذه التقنيات في استعادة توازن النظام البيئي وتعزيز البيئات الصحية.
- زيادة مستويات الأكسجين : يمكن أن تدعم تقنيات تعزيز مستويات الأكسجين في المياه تنوع الحياة المائية وتمنع الظروف نقص الأكسجة، مما يساعد في الحفاظ على نظام بيئي متوازن وحيوي.
تتطلب مكافحة الإثراء الغذائي جهدًا مشتركًا. من خلال ممارسة الزراعة المستدامة، وتحسين إدارة التربة، واستخدام الأساليب لتحسين جودة المياه، يمكننا الحدّ من تكاثر الطحالب الضارة وحماية أنظمتنا البيئية المائية. معًا، يمكننا التأكد من توافر مياه أنظف وأكثر صحة للأجيال القادمة.
بقلم م. رنا سليم، خريجة هندسة زراعية من جامعة القديس يوسف