البرد، سر الإنتاج الغزير

Agrotica > متفرقات  > البرد، سر الإنتاج الغزير

البرد، سر الإنتاج الغزير

تعتبر ساعات البرد عاملاً أساسيًا لتأمين انتاج الأشجار المثمرة، ذلك عندما تدخل الأشجار في مرحلة السبات خلال فصل الشتاء، و التي هي مرحلة مهمة لأنواع مختلفة من الأشجار. فيما تزدهر بعض الأشجار بأقل ساعات برد، مما يجعلها مناسبة للمناطق الساحلية، تحتاج أشجار أخرى إلى مزيد من ساعات البرد لنمو أوراقها وبراعمها بشكل جيد. في غياب البرد والشتاء، تغيب الثمار عن أغصان الأشجار، مما يجعل التكيف مع التغيرات المناخية أمراً أساسياً للحفاظ على مواسم مثمرة

ما هي ساعات البرد؟

ساعات البرد هي عدد الساعات التي تقضيها الشجرة تحت درجة حرارة 10 درجات مئوية أو أقل. على سبيل المثال، تحتاج كل من الأشجار المثمرة وأشجار المكسرات إلى عدد معين من ساعات البرد خلال فصل الشتاء لضمان النمو السليم و الانتاج الوفير. بعض أصناف الأشجار لديها احتياجات منخفضة للبرد وتكون مناسبة بشكل جيد للمناطق الساحلية، في حين أن البعض الآخر يتطلب مزيدًا من ساعات البرد لنمو الأوراق والبراعم بشكل جيد.

دور حمض الأبسيسيك والجيبريلين

مع اقتراب فصل الخريف، تصبح الأيام أقصر وتبرد الأجواء، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في مستوى موزع النمو في الأوراق والمعروف بالحمض الأبسيسيك (ABA). في الوقت نفسه، ينخفض مستوى محفزات النمو مثل الجيبريلين. تؤدي هذه العوامل إلى بدء فترة سبات الأشجار، وهو أمر أساسي لصحتها. يلعب الحمض الأبسيسيك أيضًا دورًا في إنشاء طبقة فاصلة عند نقطة تثبيت الأوراق، مما يؤدي إلى تساقط الأوراق.

تحليل حمض الأبسيسيك

لتحليل حمض الأبسيسيك خلال فترة السبات الشتوي، تحتاج الأشجار إلى نطاق حراري معين بين 0 و7 درجات مئوية. مع العلم أن ساعات البرد ليست بحاجة لأن تكون متتالية؛ بل يتم تراكمها على مدار فترة السبات فيما يرتبط عدد ساعات البرد المطلوب مباشرة بدرجة الحرارة والمدة.

عواقب عدم كفاية ساعات البرد

عندما لا تتم تلبية متطلبات البرد لدى شجرة ما، عدد من المشاكل يظهر مثل انخفاض نسبة العقد، وتأخير الازهار، ونمو مفرط للفروع، وتغير لون غير منتظم للأغصان، وتساقط براعم الزهور، وانخفاض حاد في الإنتاج.

في النهاية، كل هذه العوامل تجتمع لتؤثرعلى جودة الثمار و كميتها.

التصدي لتحديات متطلبات البرد

في ضوء التحديات المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ، تتناقص ساعات البرد خلال فصل الشتاء. لذلك، من الضروري استكشاف حلول لتلبية متطلبات البرد لدى الأشجار. هناك العديد من الأدوات والتقنيات التي يمكن أن تساهم في التغلب على هذه التحديات. على سبيل المثال، اكتشاف مركبات عضوية جديدة تساعد في كسر فترة السبات بشكل أكثر فعالية، تربية أصناف جديدة من الأشجار متكيفة مع التغيرات المناخية، وتحسين نماذج التنبؤ بفترة السبات وساعات البرد، كل هذه الجهود لها الإمكانية لضمان إنتاج ناجح للأشجار المثمرة التي تنمو في المناطق التي تشهد شتاءً دافئًا.

فهم وتلبية متطلبات ساعات البرد للأشجار أمر أساسي لصحة وإنتاجية البساتين. إنه عامل حرج يجب عدم التقليل من أهميته، خصوصًا في ظل تغير المناخ.

 

Maryse Bou Zeid

mbouzeid@debbaneagri.com

لا توجد تعليقات

انشر تعليق

التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني
موقع الكتروني